
- المؤلف: السعيد صبحي العيسوي
الكتاب | |
الترقيم الدولي ISBN | 978-603-8181-28-7 |
اللغة | العربية |
التجليد | غلاف |
نوع الورق | شمواة ياباني |
عدد الصفحات | 178 |
المقاس | 17 × 24 سم |
عدد المجلدات | 1 |
الوزن | 500 جم |
رقم الطبعة | 1 |
سنة الطبع | 2018 |
مقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد، وعلى آله وصحبه؛
وبعد:
فالنَّاظر إلى الواقع العلمي لا تكاد تخطئه ظاهرة متوطِّنة في سلوكياتِ كثيرٍ من منتسبي الطلب، أضحت وكأنها من الأبجديات! تتقاطع أوصافها عند حيِّز (الغرور) و(الزَّهْو) العلمي.
وإذا كان من معاني الغُرور: (الخِدَاع)، فإنَّ أول مخدوع هو المغرور نفسه؛ ليُخدع برؤية حُسنٍ ظاهرٍ توهَّمه في نفسه مقارَنًا بفسادٍ ظاهرٍ رآه في أترابه، ولأن الغُرور خدَّاع؛ فإنه يخيِّل إلى صاحبه أنه الصادق المتجرِّد، وشتان بين صادقٍ ومتملقٍ، ومتجردٍ ودهَّانٍ، فلا جَرم بعدُ أن تغرَّه نفسه، وحالُه كمؤمِّلٍ مِن سُحب الصيف، فكم من سحابةٍ أعقبتها رمضاء الكآبة، وكم من نشوةٍ جرَّت وحشة، وشهوةٍ أفضت إلى كَبوة، وليس وراء ذلك إلا لهيبُ التمنِّي الـمُحرِقُ.
لذا فإنَّ المعنى الدائر في فَلَك هذا الكتاب كشف جناية الغرور العلمي على العقل العِلمي من ناحية، وكذلك بيان أثره في انحراف مسيرة العلم والتعلُّم وخرْق أبجدياتها؛ فليس أثره بمحصور في القدح في الدِّيانة، يوضحه: أنَّ العقل العلمي الحقيق لا يعرف إلَّا ذهنًا صافيًا وقلبًا صادقًا، فلا تغُرُّه (ألوان الحرباء الخادعة)، ولا يُعجبُهُ (زَهوُ الطاووس).
ومردُّ ذلك إلى أنَّ الغرور العلمي يلجُ بالعقل في أطوار غريبة وأهواء تتنازع رغباته، فيفقد معها الطالب قالبَه وبصمتَه الخاصة، ولأن العقل يتعامل مع الحقائق؛ فسرعان ما ينكشف زيفُ التناقض الذي يختلج الذهن، ويَجثُم على رُوحه. فالمغرور الآن يقف أمام ظاهرة قد نصطلح على تسميتها بـ(مَيْع الأذهان)، ويُقصد بها هنا ذوبانها وتماهِيها في أطوارٍ أخرى، يفقد معها الطالب (ذاته) و(رُوحه) الشخصية.
أمَّا اصطدامه بأبجديات الطلب ومُسلَّماته: فإن نفثات الغُرور والزهو تخون المتعلِّم أحوجَ ما يكون إلى الصفاء؛ فكم مرة يعمدُ الطالب إلى الحفظ والضبط، فتأتيه أكدار النيَّة ونبضات العُجب لتعكِّر صفوَ القلب.
وكم مرة يُحضِر قلمَ التحرير فتهُبُّ سَمُوم الزهو لتقتلع بقايا النية وأطلالها، ليَهِيم بأحلام اليقظة في صحراء مجرَّدة عن المعاني.
وكم من نابهٍ أمضى ريعانَ الصبا وزهرته عكوفًا على الاستذكار، حتى إذا بَزَّ قرنه صال وجال، فأتته لوثاتُ الفخر لتُثير على قلبه غمامة تَحُول بينه وبين ذلك القلب، فلم يَعُد له عليه من سلطان، وعاد جليلُ ما يصنع هباءً منثورًا، وأضحى فتيلُه من بعد قوةٍ أنكاثًا.
وكم من منتسبٍ إلى الطلب أَحكَم ألفاظه بعِقال التواضع، أمَّا القلبُ فهو جامحٌ في وادي الفخر! وكم من فاضلٍ انحطَّت رتبتُه لدخيلة السُّوء عليه! لكأنه لم يخطُ يومًا على مشارف الجادَّة، أو حلَّ بوادٍ غيرِ ذي زرع!
فعجيبٌ أمرُ هذا البلاء!
كم فتَّ من أكباد، وحرَّق أفئدةً أُمِّلت لها الريادة في سماء العلم والطلب! فيا له من مرض! وما أضرَّه على عالِم وطالب! يَئِدُ المولود وهو بعدُ زهرةٌ نَديَّة، ويبتسرُ الحمل ولمَّا يستهلُّ، ويمحق ثمرة العلم بعد إيناعها، ويخسف بالقلب ليغيب في عتمات نفسٍ أمَّارة.
فهل يُنتظر بعد هذه الأهوال إلَّا حرقُ العقل والعلم والمستقبل؟!{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} .
هذا؛ وقد ذكر أئمة (التراجم) بعض المنتسبين إلى الطلب ممن ارتأوا فيهم صفة الغرور والزهو، فكان لَقْطُ هذه الإشارات وتحليلُها واستثمارها، والله –سبحانه- أعلمُ بحقيقة ما نُسب إليهم، فقد يكون سقوطهم فيها من قبيل التأويل أو التوهُّم الذي قد تُدفع بمثله التُّهَم، وإيرادُ بعضها هنا يعتبر من أقوى الزواجر عن التخلُّق بها، وفيها إعلامٌ بأنها تحطُّ الرُّتب، والحالُ هنا ليس مقامَ إنشاءٍ وابتداء برَمْيِ التُّهَم، وإنما الاستشهاد بقول أئمة السِّيَر، فليكن ذلك على ذُكرٍ.
وقد تضافرت الدواعي لإبراز موضوع الغرور العلمي؛ فمن ذلك أن كل سالك لطريق الطلب عُرضةٌ للإصابة به -بمن فيهم مقيدُه- وإذا كان سبيل النجاة يُرتجى بالاهتداء بما في الكتاب والسنة، وما دوَّنه العلماء في هذا الباب= فقد بات التنقيب عن ذلك المعنى الكامن في طيَّات مصطلح (الغرور العلمي)، واستحضاره من مدونة السَّلف من أوَّليات هذا البحث؛ تحذيرًا، وتنبيهًا على نقائصه، واقتلاعًا لجذوره، وقد أودعتُ كلَّ باب منه نفحةً من أَثَرهم. ومن دواعيه: الشفقة بالطالب المُغْتَر، ومحاولة إنقاذه، والتحذير من خطره أيضًا، وبيان جنايته، ونشر حقيقة الهشيم الذي حَصَدَه؛ فكان الخطاب للعالِـم تارةً، وللطالب أخرى؛ فهو مَعنِيٌّ بمَن هُم على مدارج الطلب.
ولا يفوتني أن أتوجَّه بالشكر الجزيل والدعاء لكل من أعانني بنقلٍ أو فكرة، وفي مقدَّمهم شيخُنا الشيخ ساعد بن عمر غازي، وفَّقه الله تعالى لكل خير.
ولا يَسَعُ العبدَ إلَّا الْتماسُ الهداية من الله، والدعاء بالثبات في كل سجدة وخلوة، والتوكل على الله في جميع أمره، فاللهم يا مُقَلِّبَ القلوب ثبِّت قلوبنا على دينك.
كتَبه
Esawi.said@gmail.com
@esawi_said
مكَّة المُكرَّمة/ 1439هـ
المقدمة | 5 |
حقيقة الغرور العلمي | 9 |
الغرور العلمي ومحنة (النَّوع) و(العَيْن) | 15 |
صَرعى الغرور العلمي | 17 |
- مصرع الانتكاس | 17 |
- سدود الحرمان | 18 |
- افتقاد المحبة | 20 |
- اغتيال جمال العلم | 20 |
- طفيلي في ثوب العلم | 21 |
- المآل الوخيم | 23 |
الغرور العلمي وأثره في العقل العلمي | 29 |
أولًا: ضعف القوى الإدراكية | 30 |
1- ضعف التصورات | 30 |
2- تبدل المبادئ والقيم | 31 |
3- تقزُّم الفكر وانحساره | 31 |
ثانيًا: الأوهام والتناقضات | 32 |
1- غياب صفة الحياد العلمي | 32 |
2- صرير الأوهام | 32 |
3- التناقض | 33 |
ثالثًا: مَيْع الأذهان | 33 |
الغرور العلمي وأثره في أبجديات الطلب | 37 |
1- ضعف المُحَصَّل | 37 |
2- فقد نفسية المتعلم المتواضع | 38 |
3- ظنون الاكتفاء وضعف آلة الصبر | 39 |
رحلة البؤساء | 41 |
أولًا: نبضات الفخر الأولى | 41 |
- استطراب وسواس الثناء | 42 |
ثانيًا: فيض الدعاوى | 42 |
ثالثًا: الولاء والبراء على الأفكار | 45 |
رابعًا: الطغيان والاحتراب العلمي | 46 |
أسباب الغرور العلمي | 51 |
(1) فتح أبواب المدح والثناء | 51 |
(2) موت العلماء وغياب دورهم | 54 |
(3) افتقاد المعلم الناصح | 55 |
(4) حب الشهرة والشرف والذكر | 56 |
(5) الأثرة وحب النفس | 59 |
(6) التحاسُد | 60 |
(7) صحبة المغرورين وترك الأكفاء | 60 |
أنواع الغرور العلمي | 63 |
(1) غرور الإنجاز العلمي | 63 |
(2) غرور اللقب العلمي | 65 |
(3) غرور النسب العلمي | 66 |
(4) غرور الإمكانات الشخصية | 67 |
(5) غرور الثناء وحسن الذكر | 69 |
(6) غرور السُّرَّاق والمنتحلين | 69 |
علامات الغرور العلمي | 73 |
أولًا: علامات العامة | 73 |
1- السعي لمظاهر الشرف والمنزلة | 73 |
2- التناقض النفسي وعدم الانسجام | 74 |
3- الجرأة على النقد وأنفة الوقوع تحت طائلته | 75 |
4- الاستبداد بالرأي وأنفة التراجع | 76 |
5- احتقار أهل العلم وطلابه خاصة المخالفَ أو المختص بفنٍّ آخر | 80 |
ثانيًا: علاماته في مرحلة التلقي والطلب | 80 |
1- التجمُّل بصورة الطلب | 80 |
2- التماسُ العلوم التي تمهد للشرف | 81 |
3- قصد التخصص المبكر قبل الشمول العلمي | 82 |
4- فرط النزوع إلى الإشكالات | 83 |
5- ملاحقة المعلم | 83 |
ثالثًا: علاماته في مرحلة التعليم والنشر | 83 |
1- إظهار المحفوظ من المتون الصعبة والألفيات العلمية عند غير أهلها وبلا داع | 84 |
2- عدم الدلالة على العلماء والمختصين | 85 |
3- الحطُّ على الأكابر والتنقص من علومهم | 85 |
4- الجرأة على إبداء الرأي عبر منصات النشر | 85 |
5- تجاهل النبوغ العلمي عند الطلاب | 86 |
حصاد الهشيم | 89 |
أولًا: الحصاد العلمي | 89 |
1- الإفلاس العلمي | 89 |
2- دعوى الملكة العلمية والتمكُّن | 90 |
3- الأوهام العلمية | 101 |
- وهم الاستقراء | 101 |
- وهم التصويب والتخطئة | 102 |
ثانيًا: الحصاد المسلكي | 103 |
1- البغي بالعلم | 103 |
2- شعور التميُّز | 104 |
3- التطاول والتعالي | 107 |
- التعالي على الشيخ المعلم | 110 |
علاج الغرور العلمي | 113 |
المرحلة الأولى: سدُّ الذرائع | 114 |
1- سدُّ ذرائع الخلطة المفسِدة | 115 |
2- سدُّ ذرائع المديح والثناء | 117 |
- نبذ في سد ذرائع المديح | 118 |
- بذل المدائح واجتلاب المنائح | 121 |
- قطع الطمع | 122 |
3- سدُّ ذرائع أماني الشرف والمنزلة | 123 |
المرحلة الثانية: استئصالٌ واقتلاع | 126 |
- النقد العلمي واقتلاع جذور الفخر | 127 |
المرحلة الثالثة: غِراس القِيَم | 132 |
1- غرس الافتقار | 132 |
2- غرس الإخلاص | 135 |
3- غرس الدعاء | 136 |
4- غرس استشعار الابتلاء | 136 |
5- غرس حقيقة العلم | 137 |
6- غرس الأخلاق | 138 |
7- غرس التواضع العلمي | 139 |
التواضع العلمي والشخصية العلمية | 140 |
معينات التواضع العلمي | 141 |
1- طلب العلم لله سبحانه وتعالى | 141 |
2- العلم بأن الله واهب العلم ومانحه | 142 |
3- حبس اللسان عن دعاوى الاستقراء | 142 |
4- الأدب مع السابقين | 143 |
5- الإقلال من الحديث | 144 |
ضبط وتحقيق | 147 |
(1) صون الرتبة وصون القلب | 147 |
(2) طلب الشرف وطلب النبوغ العلمي | 148 |
(3) كبوة المغتر وزلة العالم | 149 |
(4) مخايل الزهو وتبرُّع المثَبِّطين | 149 |
(5) فلتة الغرور بين الغفلة والرعدة القارصة. | 150 |
(6) علوم الآلة بين نفخة الزهو وطرد الدخلاء | 151 |
(7) التواضع العلمي بين التصنُّع والارتياض | 152 |
(8) تصانيف العلماء ومراجل الخلاف | 154 |
الخاتمة | 159 |
ثبت المراجع والمصادر | 161 |
فهرس الموضوعات | 173 |