
- المؤلف: السعيد صبحي العيسوي
الكتاب | |
الترقيم الدولي ISBN | 978-603-8181-15-7 |
اللغة | العربية |
التجليد | غلاف |
نوع الورق | شمواة ياباني |
عدد الصفحات | 346 |
المقاس | 17 × 24 سم |
عدد المجلدات | 1 |
الوزن | 750 جم |
رقم الطبعة | 1 |
سنة الطبع | 2017 |
مقدمة
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ.
أمَّا بعدُ...
فهنالك جدليَّاتٌ كثيرةٌ تشغلُ الأوساطَ العلميةَ، غيرَ أنَّ إشكاليَّةَ بداياتِ التعلُّمِ باتت تشغلُ حيِّزًا كبيرًا: على مستوى تقعيدِ الأوَّلياتِ والخُطَّةِ الترتيبيَّةِ للطالبِ.
ولا شكَّ أنَّ السببَ الرئيس في ضعفِ التحصيلِ، والتأخُّر العلميِّ هو شَتات المرحلةِ الأوَّلية التأصِيلية، أو عدم استكمالِ التكْوِين العِلميِّ.
فكثيرٌ ممَّن انبرَى للطَّلبِ وشمَّر عن ساعدِ الجِدِّ، تأتيهم وَخَزاتُ حسرةٍ عند التِفاتةِ التقييمِ؛ أسًى وحزنًا على عمرٍ مبذولٍ في حُلُمٍ كالسرابِ! فلم يجدْ علمًا يَسنُدُه عندَ قلمِ التحقيقِ، ولا ذهنًا وقَّادًا عندَ الاستحضارِ والتوثيقِ، وبَقِيت الإشكالاتُ القديمةُ وجدليَّتُها وعجزُ التصوُّرِ؛ فالذِّهنُ لا زال قاصرًا.. طال اللسانُ، وضمُر الجَنانُ، والأدهى خسرانُ الأعمارِ!!
وإذا تَعدَّيْنا هذه الدائرةَ [إشكاليةَ البدءِ وتأصيلِه والاستكمال]؛ نجدُ ظاهرةَ الاحترابِ العلميِّ تُلقِي بظلالِها في دنيا الطلَّابِ، فأفسَدتْ معَها أمزجةَ بعضِ طلابِ العلمِ، فتَسرَّبتْ عبرَها مفاهيمُ قاصرةٌ حولَ حقائقِ العلمِ: فترى نشرَ الخلاف مُقدَّمًا على طيِّه، ونثرَ الاستشكالات آكدَ من دفعِه! والعلمُ في الحقيقة هو ما أخرج العبد من دائرة الإشكال، لا ما أدخَله فيها.
وكم من مُثِيرٍ للنقعِ في معارك الطلب حتى بلَغ الغَمام، لكنَّه عند التحقيق خاوي الوِفاضِ، لم يَغنَمْ شِبرًا في أرض العلوم، أو يكتسبْ قلمًا في تحقيق الفهومِ؛ إذْ لم يَنهَلْ من مَعِينِ العلم إلا ما أشعل فتيلَ المناظرةَ ونفَخ كِيرَها، وأعان على دفع الخصم واغتنامِ الجولة، لا ما أفاد العبدَ وهدَى الخلق، وأقام عودَ التحقيقِ العلميِّ.
والفرق كبيرٌ جدًّا بين شحذِ آلةِ الطلبِ وسطَ دخانِ الخلافِ ومَراجِلِه، وبين مَن طلبُه في محرابِ التَّعلمِ وقد شحَن أنفاسَه بنسماتِ الهدى.
ومن إفرازاتِ الواقعِ: عبورُ لعبةِ التسطيحِ الفكريِّ وسفسطةِ التحليلِ السياسيِّ إلى مدارجِ التعلمِ؛ فجلَبتْ عليهم السياسةُ بخَيلِها ورَجِلِها، فمَن لم يَخُضْ فيها فهو يتابعُها ويتلمسُ أخبارَها، فقُدِّمتْ أنديتُها على محاريبِ التَّعلمِ، حتى كاد يَخفِتُ صوتُ العلمِ في ضوضائِها، فجالَتْ أحلامُهم في بيداءِ الأوهامِ ومتاهاتِ الأفكار!
قضايا كثيرةٌ، ومسائلُ تتشابكُ فروعُها، تُشكِّلُ في مُجملِها مادةَ هذه الأوراق، وتُقدِّمُ إفادةً تصحيحيةً متواضعةً، وعلاجًا لبعضِ ما تمَّ رصدُه، مِثلُ موضوعِ: اكتفاءِ الطالبِ بالمرحلةِ التأصيليةِ دونَ استكمالِ التكوينِ، أو بهما دونَ نُقْلةِ العالِمِيةِ: (البحثِ العلميِّ). وكذلك موضوعُ التدرُّجِ التحصيليِّ، وما شابه من فكرٍ خاطئ؛ كإلباسِ العجزِ ثوبَ الحكمة والأناة. وكذلك قضيةُ صناعةِ الذِّهْنيةِ العلميةِ للطالبِ، وبعضِ تطبيقاتِها على الطالبِ، ومحاولةِ معالجةِ أمر المهارات الذهنية الواجبِ اكتسابُها، وسُبُلِ تنميتِها.
وكانت تسميتُه بـــ «مَدَارِج التَّعلُّمِ بينَ التَّأصيلِ واستِكْمالِ التَّكوِينِ»؛ تنبيهًا على المسالكِ التي يَترقَّى فيها الطالبُ. ولمَّا كان التركيزُ على مرحلتَيِ: (التَّأصيل)، و(استكمال التكوين) = كان التنصيصُ عليهما؛ ليعلمَ المُطَّلِعُ أنَّ حقيقةَ العلمِ تنسبكُ بهما، خاصة إذا ما أعين الطالب بذهنٍ مُتّقدٍ بحّاثٍ، فإنْ فاته إدراكُ لُبِّ الكتاب؛ فلعلَّه أن يستفيدَ رُوحَه من العنوانِ.
ولا يدَّعي جامعُ هذه الأوراق بلوغَ التمامِ فيما أراد الكتابةَ عنه؛ فقُصارَى الأمر: أنِّي دوَّنتُ ما لابَستُ من أخطاءٍ باشَرتُها أنا أو بعضُ إخواني من طلابِ العلم، قلَّبتُ هذه الأوراقَ، ودوَّنتُ ما عَلِق في ذهني حولَها من خواطرَ عَقْدًا من الزمانِ، فاليومَ أُقدِّمُها أوراقًا سهلةَ الاغتنام، تحملُ -فيما أزعم- إفادةً ونصيحةً لعلَّها تفتحُ بابَ خير، وتَسُدُّ بابَ تضييع.
وفي هذا المقامِ كان لا بدَّ من إسداءِ الشكرِ لذويه من مشايخي وطلابِ العلمِ وإخواني ممن أفادَني في هذا الكتابِ أو اطلعَ عليه أو قرأَ بعضه، وأخصُّ بالشكرِ الجزيلِ شيخنا أبا عمر ساعد غازي، والشيخَ الدكتور أحمد بن علي القرني، والشيخَ الدكتور وليد المنيسي، والشيخ سيد رجب، والشيخ الدكتور محمد بكر حبيب، والشيخ عبد المنعم مطاوع، والشيخ الدكتور عبد الله الغفيلي، والشيخ الدكتور عبد الله السيف، والشيخ خالد بن زيد العميقان، والدكتور سليمان الميمان، وأخي الدكتور شكري محسن، والشيخ محمود الصاوي، والشيخ محمد حامد أبو المجد، والشيخ إبراهيم عيسى، والأخ الشيخ مصطفى عبد الحفيظ، وغيرهم، فأشكر لهم صنيعهم.
هذا، واللهَ تعالى أسألُ التوفيقَ والسَّدادَ، وأن يضعَ له القَبولَ.
كتَبه
السَّعِيدُ صُبحي العِيسَويُّ
Esawi.said@gmail.com
@esawi_said
مكَّة المُكرَّمة/ 1438هـ
تقديم الشيخ الدكتور أحمد بن علي القرني | 5 |
تقديم الشيخ ساعد بن عمر غازي | 9 |
تقريظ الشيخ الدكتور وليد المنيسي | 19 |
تقديم الشيخ سيد بن رجب | 21 |
المقدمة | 23 |
حقائق العلم | 27 |
قانون الرعاية | 33 |
قانون الاجتهاد الشخصي | 43 |
قانون الحِسِّ التعبديِّ | 49 |
قانون الحِسِّ الأخلاقيِّ | 53 |
مدارج التعلم | 57 |
المرحلة الأولى: التأصيل العلمي | ٥٩ |
المرحلة الثانية: استكمال التكوين العلمي | 67 |
المرحلة الثالثة: البحث العلمي والتصنيف | 71 |
إشارات للباحث والمصنف | 75 |
التدرُّج التحصيلي | 83 |
حقيقة التَّدرُّجِ التَّحصيليّ | 87 |
ما يعارض التدرجَ التحصيليَّ | 91 |
أصالة مادة العلم وجادته | 97 |
أركان التعلم | 107 |
الركن الأول: نية خالصة | 109 |
الركن الثاني: همة عالية | 111 |
الركن الثالث: المعلم الناصح | 113 |
الركن الرابع: المنهج العلمي المتقن | 115 |
شروط المنهج العلمي | 117 |
بصمات المعلمين ونقش العقول | 119 |
حلية المعلِّم | 127 |
طرق اجتلاب ملَكة التعليم | 133 |
أقسام المعلِّمين | 137 |
موقف المتعلِّم من زلَّة المعلِّم | 141 |
فَنُّ الشرح وإيصال العلوم | 147 |
أهمية الشروح والحاجة إليها | 149 |
مبادئ الرؤوس الثمانية في شرح الكتاب | 151 |
الملَكـة العلمـيـة | 155 |
حقيقة الملَكة العلمية | 157 |
علامة حصول الملكة العلمية | 159 |
مدارج الملكة | 161 |
سُلَّمُ الملَكة | 163 |
أُستاذِيَّة الكتب: ما لها، وما عليها | 167 |
صور التلقي عن الكتب | 169 |
الكتب وإرث الملكات العلمية | 171 |
أنواع الكتب | 187 |
أولًا: كتب «التخرُّج» | 188 |
ثانيًا: كتب «استكمال التكوين» | 189 |
ثالثًا: كتب «الترويح الذهني» و«الإثراء المعرفي» | 190 |
العوائق والعلائق | 191 |
أولًا: فَلَتات القلب، وكِيس العثرات | 195 |
ثانيًا: الموضة العلمية | 197 |
ثالثًا: التنمُّر بالألقاب العلمية | 201 |
رابعًا: حرق المراحل | 205 |
خامسًا: التعالي على الشيخ المعلِّم | 207 |
سادسًا: تأجير القلم، وضياع المشروع العلمي | 209 |
سابعًا: الرحلة والأسفار قبل غربلة الديار | 213 |
ثامنًا: التَّمَنْطُق وقوة الجدَل | 215 |
تاسعًا القراءة «الاستعراضية» والقراءة «السُّلَّمية المرحلية» | 219 |
عاشرًا: الدَّعاوى، ودعوى أنَّ «علوم الآلة تُقسِّي القلوبَ» أنموذجًا | 221 |
حاديَ عشَرَ: رُهاب الكتب العلمية المنهجية | 227 |
ثانيَ عشرَ: وهن المقارنة | 229 |
ثالثَ عشرَ: منهجية التذوُّق | 233 |
رابعَ عشر: الغرور العلمي | 237 |
المهارات الذِّهنية لطالب العلم | 239 |
مراحل صياغة الذهنية العلمية: | 243 |
المرحلة الأولى: إنماء الاستعدادات والميول في مرحلة «التأصيل العلمي» | 243 |
المرحلة الثانية: النقاش العلمي، واستثمار مادة العلم في مرحلتي: «استكمال التكوين»، و«البحث العلمي» | 244 |
المهارات الذهنية: | 249 |
أولًا: مهارة التقصِّي والاكتشاف | 249 |
ثانيًا: مهارة التخريجِ والافتراض، وملَكة «التوقُّع» | 251 |
ثالثًا: مهارة السَّبْر والتقسيم | 254 |
رابعًا: مهارة التفكُّر والتفهُّم لا محض الحفظ | 260 |
خامسًا: مهارة الاستقراء، ودَورُها في صياغة الذهنية العلمية | 261 |
سادسًا: مهارة الضبط والتقعيد | 263 |
المهارات الواجب اكتسابها في مرحلتي: «التأصيل»، و«استكمال التكوين» | 269 |
قصور النظر العلمي وإشكالاتُه | 271 |
1- إشكالية تغاير اصطلاحات الفنون والمذاهب | 273 |
2- جدلية الحدِّ والتعريف | 277 |
3- جدلية النظرة الجزئية للعلم الشرعي | 279 |
4- عدم تحرير المسائل | 281 |
5- فقر المادة والتوظيف | 283 |
6- حسن الظن بكل معلومة دون تمحيصها | 285 |
7- غياب تفقد العلوم | 287 |
الإشكالات الذهنية | 289 |
المتعلم وآلة الواقع | 297 |
سمة الواقع | 299 |
مُناكَفة الواقع | 303 |
طالب العلم في فضاء الإنترنت | 307 |
مخطط لمرحلتي: التأصيل العلمي، واستكمال التكوين | 309 |
الخاتمة | 327 |
ثبت المصادر والمراجع | 329 |
فهرس الموضوعات | 343 |